قضايا و حوادث أهالي حي "الأكراد" بالمروج مهدّدون بمصادرة منازلهم.. وبنك الاسكان يوضّح
يُعدّ الحي القصديري بالمروج 2 مكرر "حومة الأكراد" أحد أكثر الأحياء فقرا في أحواز العاصمة، فجدران بيوته المهترأة وقسمات وجوه سكّانه تشي بذلك. هذا الحي الذي تنعدم فيه أبسط المرافق، كان هبة من الدولة منذ أكثر من 24 سنة لأكثر الناس خصاصة وفقرا.. وما راعهم إلّا وطالبهم مؤخرا بنك الاسكان بتسديد دين يبلغ 14 الف دينار لكل واحد منهم مقابل تسجيل بيوتهم بأسمائهم، ليجدوا أنفسهم دون أوراق ملكية وفي مأزق بين الوكالة العقارية للسكنى وبنك الاسكان.
حول هذا الاشكال، اتّصل موقع الجمهورية بالسيدة "فرجانية" وهي احدى متساكنات حي المروج 2 مكرر.
فأوضحت محدثتنا أنه في سنة 1985 أي في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، تم بقرار مباشر منه تخصيص أرض ليتم بناء حي سكني فيه للعائلات المعوزة. ليتمّ تفعيل هذا القرار وبناء المساكن بين سنتي 1987/1988 بقرار من الرئيس المخلوع وبدعم من بنك الاسكان الذي منحهم قروضا ب2000 دينارا لقرابة 250 عائلة، وبالتالي فإن أصل الدين كان يبلغ ألفي دينار. ليتفاجؤوا بطلب من بنك الاسكان بتسديد دين يبلغ 14 الف دينار لكل واحد منهم مقابل تسجيل بيوتهم بأسمائهم.
وقالت السيدة فرجانية إن أهالي الحي توجهوا الى السلطات المعنية من ولاية وبلدية ووزارة مالية على أمل أن يجدوا حلا لمشكلتهم كما قاموا بوقفات احتجاجية أمام مجلس النواب، ولكنهم لم يجدوا آذانا صاغية الى حد الآن.
من جهة أخرى، أكّد لنا إطار من بنك الاسكان على أن البنك قدّم قروضا رمزية لمتساكني حي المروج 2 مكرر سنة 1988 قيمتها 2000 دينارا للفرد، على أن يتم خلاصها بالتقسيط بـ35 دينارا شهريا، ولكنهم لم يقوموا بسداد ديونهم طيلة الـ24 سنة المنصرمة، لذلك ليس لهم الحق في شهادة ملكية للمساكن التي يقطنون فيها حتى يسددوا ديونهم المتراوحة بين 10 الاف و14 ألف دينارا، بأقساط شهرية تبلغ 15 د، على حد قوله.
ورغم هذه التوضيحات من قبل بنك الاسكان.. يبقى السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تذكّر البنك هؤلاء المواطنين بعد 24 سنة؟
ويذكر أن جمعية "فورزا تونس" سجلت فيلما توثيقيا مع عدد من العائلات المنكوبة وهذا رابطه:
نضال الصيد